شهدت العقود الآجلة للأسهم الأميركية تراجعاً طفيفاً صباح الجمعة، بعدما أغلقت المؤشرات الرئيسية الثلاثة تعاملات يوم الخميس على خسائر جماعية، في ظل استمرار حالة الترقب وعدم اليقين في الأسواق.
فقد انخفضت العقود الآجلة المرتبطة بمؤشر S&P 500 بشكل طفيف دون الخط المستوي، بينما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بـ54 نقطة، أي بنسبة 0.13%. أما عقود ناسداك 100 الآجلة، فسجلت انخفاضاً بنسبة 0.11%.
ويأتي هذا التراجع بعد جلسة خسائر شهدتها الأسواق يوم الخميس، حيث هبط مؤشر S&P 500 بنسبة 0.2%، فيما انخفض مؤشر ناسداك المركب بـ0.3%، وتراجع مؤشر داو جونز بمقدار 11.31 نقطة، أي ما يعادل 0.03%.
وكان الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد أثار قلق الأسواق يوم الأربعاء، رغم تمسكه بتوقعاته السابقة بخفض سعر الفائدة مرتين خلال عام 2025. فقد رفع البنك توقعاته لمعدلات التضخم وخفّض من تقديراته لنمو الاقتصاد، مما أعاد إلى الأذهان مخاوف “الركود التضخمي”، وهو السيناريو الذي يجمع بين تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع الأسعار.
وفي سياق متصل، ساهم الغموض المحيط بسياسات الرسوم الجمركية التي يتبناها الرئيس السابق دونالد ترامب في إثارة المزيد من القلق داخل الأسواق، حيث أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى أن هذه السياسات قد تؤدي إلى “تأخير” التقدم في كبح التضخم.
وأوضح مايكل غرين، كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة Simplify Asset Management، أن حالة عدم اليقين هذه تنعكس بشكل مباشر على الشركات. وقال: “الكثير من الشركات أصبحت تتحدث عن ارتباك في خططها المستقبلية، سواء فيما يخص الإنفاق الاستثماري أو التوظيف. وعندما تتوقف هذه الأنشطة، فإن ذلك مؤشر واضح على تباطؤ اقتصادي قادم”. وأضاف أن هذا التباطؤ بدأ ينعكس في أداء الأسواق المالية.
شهر مارس كان قاسياً على الأسواق، إذ لا يزال مؤشر ناسداك في منطقة “التصحيح”، بعد أن فقد أكثر من 10% من ذروته الأخيرة. كما أن مؤشر S&P 500 لامس هذه المنطقة الأسبوع الماضي قبل أن يعاود الصعود.
ورغم هذه التراجعات، يبدو أن مؤشر S&P 500 في طريقه لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 0.4%، مما قد يضع حداً لسلسلة من الخسائر استمرت لأربعة أسابيع متتالية. وفي المقابل، يتجه مؤشر داو جونز لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 1.1%، وهو أفضل أداء أسبوعي له منذ أواخر يناير. أما مؤشر ناسداك، فهو لا يزال في المنطقة السلبية بتراجع قدره 0.4% هذا الأسبوع، متجهاً نحو أسبوع خامس على التوالي من الخسائر، وهي أطول سلسلة تراجع أسبوعي له منذ مايو 2022.