آبل تضيف 400 مليار دولار إلى قيمتها السوقية في يوم واحد بعد إعلان من ترامب

سجّلت شركة آبل الأمريكية ارتفاعًا قياسيًا في قيمة أسهمها بنسبة 15% خلال تداولات يوم 9 أبريل، وذلك إثر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعليق لمدة 90 يومًا على الرسوم الجمركية “المتبادلة” التي كانت تخطط لها إدارته. وبحسب تقرير نشرته قناة CNBC، فإن هذا الارتفاع أدى إلى زيادة في القيمة السوقية للشركة تجاوزت 400 مليار دولار، مما قرّبها من حاجز الثلاثة تريليونات دولار.

وكان من المحتمل أن تؤدي هذه الرسوم الجمركية إلى تأثير سلبي مباشر على مصانع آبل في دول مثل فيتنام والهند وتايلاند، حيث تعتمد الشركة بشكل كبير على هذه المواقع في إنتاج أجهزة آيفون وغيرها من منتجاتها الإلكترونية. إلا أن وقف تنفيذ الرسوم مؤقتًا منح آبل فترة للتنفس وإعادة تقييم استراتيجياتها التصنيعية.

هذا الارتفاع يُعد الأكبر في تاريخ الشركة من حيث المكاسب اليومية منذ يناير 1998، وهي الفترة التي كان فيها ستيف جوبز يتولى منصب الرئيس التنفيذي المؤقت للشركة، وقبل إطلاق جهاز iPod بثلاث سنوات. في ذلك الوقت، لم تكن القيمة السوقية لآبل تتجاوز ثلاثة مليارات دولار، ما يعكس حجم التطور والنمو الذي شهدته الشركة خلال أكثر من عقدين.

اللافت أن آبل كانت من أكثر شركات التكنولوجيا تأثرًا سلبًا عند إعلان ترامب عن الرسوم الجديدة، حيث سجلت أسوأ أداء لها خلال أربعة أيام متتالية منذ عام 2000، نتيجة لمخاوف المستثمرين من اعتماد الشركة الكبير على بيع الأجهزة المادية، التي تتطلب الاستيراد من الخارج، خاصة من الصين والهند.

وبالرغم من أن تعليق الرسوم لمدة 90 يومًا خفف الضغط على عمليات الإنتاج في دول مثل فيتنام والهند وتايلاند، إلا أن آبل لا تزال تواجه تهديدًا مباشرًا من الرسوم المفروضة على المنتجات القادمة من الصين، حيث يتم تصنيع نسبة كبيرة من أجهزة آيفون والمنتجات الأخرى هناك.

وفي تطور جديد، قام ترامب يوم الأربعاء برفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 125%، بعد أن كانت 54% فقط، مما يعيد القلق إلى السوق، ويجعل الشركات ذات الإنتاج المرتبط بالصين، وعلى رأسها آبل، في مواجهة تحديات جديدة.

تؤكد هذه التحركات مدى حساسية شركات التكنولوجيا الكبرى تجاه التغيرات في السياسات التجارية العالمية، وتُظهر في الوقت ذاته كيف يمكن لقرار سياسي واحد أن يُحدث تغيرًا ضخمًا في قيمة شركة واحدة خلال يوم واحد فقط. آبل، التي أصبحت على أعتاب بلوغ قيمة سوقية تاريخية، تثبت من جديد مكانتها في صدارة الاقتصاد الرقمي العالمي، رغم تقلبات الأسواق والتوترات الجيوسياسية.